مشروع نقل معبد أبو سمبل - حدث فريد
في عام 1964، بدأ في مصر أحد أكبر وأروع مشاريع التفكيك وإعادة التجميع في العالم. لإنقاذ المعابد القديمة في أبو سمبل من مياه النيل، كان لا بد من نقل المعابد. تم إنجاز هذا العمل الجبار بفضل تعاون دولي، وجاءت مساهمة شركة أطلس كوبكو من خلال معرفتها الفنية ومعداتها.
في عام 1959، تلقت اليونسكو طلباً رسمياً من الحكومتين المصرية والسودانية بشأن إنقاذ المعابد الفريدة في أبو سمبل. إئر بناء سد أسوان الكبير، برزت فرضية غمر معبدين قديمين بالمياه الناتجة عن المشروع وتلفهما بشكل لا يمكن إصلاحه. تم بناء هذين المعبدين المتماثلين، أحدهما كبير والآخر أصغر، قبل أكثر من 3200 عام من قبل رمسيس الثاني كنصب تذكاري له وللملكة نفرتاري.
بدأ جمع التبرعات الدولية للمشروع في عام 1960. وكانت الشركة السويدية Vattenbyggnadsbyrån هي التي حلت المسألة المعقدة المتعلقة بكيفية إنقاذ المعابد. لم يتم بناء المعابد من الحجر أو أي مادة أخرى، بل تم نحتها في منحدر. لتحريك المعابد، يجب أولاً "نزع" الصخرة فوق أسطح المعبد، ثم تقطيع الأسقف والجدران وواجهات المعبد إلى كتل يتراوح وزن كل منها بين 20 و 30 طناً. يالإضافة الى أطلس كوبكو، شاركت عدة شركات سويدية في أعمال الإنقاذ، منها ساندفيك وسكانسكا للأسمنت وسينتاب.
نظراً لكون المعابد محفورة في الحجر الرملي المسامي، برزت استحالة استخدام المتفجرات بطريقة موسّعة. ولذلك تمت إزالة الكتل الحجرية فوق أسطح المعبد بالجرافات. وتبين أن الكسارة الهوائية المدارة من قبل رجل واحد من أطلس كوبكو هي أداة مفيدة للغاية، جنبًا بالإضافة الى استخدام الضواغط والحفرات. تم قطع الجدران والأسقف والواجهة الى كتل بمناشير يدوية من صنع شركة Sandvik، كون المناشير الكهربائية خلّفت الكثير من النفايات عند قطع الحجر الرملي المسامي، ولا يمكن السماح لعملية القطع لتشويه المظهر الخارجي للمعابد بعد إعادة تجميعها.
إعادة التجميع بدقة متناهية
يقع الموقع الجديد على بعد حوالي 200 متر ويرتفع علو 65 متراً. ولذلك، وَجُب مراعاة محاذاة المعابد لبعضها البعض ا تماماً كما كانت من قبل. وكانت عملية التجميع تجري خلال ساعات معينة من الربيع والخريف، إذ تستمر حينها أشعة الشمس في إلقاء الضوء على التماثيل في القاعات الداخلية الأكبر للمعبد، على بعد 60 متراً من الجرف.
تم إعادة الكتل إلى موضعها واحداً تلو الآخر بدقة متناهية. كان الانحراف المسموح لا يتجاوز حدود ال5 مم بالزائد أو الناقص فقط. هنا أيضاً، تم استخدام معدات الهواء المضغوط من أطلس كوبكو، إذ أتاحت سهولة استخدامه ووزنه الخفيف العمل مع الحجر الرملي المسامي. تم تثبيت الكتل ببعضها باستخدام قضبان التسليح والثقوب المحفورة ، وتم تعبئة الوصلات بمادة اصطناعية. كان مثقاب أطلس كوبكو Kv-638 أحد الأدوات المستخدمة في حفر الثقوب.
كان من الواضح عدم إمكانية تأطير المعابد بالحجر الطبيعي كما هو الحال في موقعها الأصلي، و كان لابد من إنتاج هذه الميزة بشكل اصطناعي. ولذلك، كان لا بد من إزالة 30000 متر مكعب من الحجر لإفساح المجال لإعادة التجميع. شيّدت القباب العملاقة فيما بعد فوق أسطح المعابد، واستخدمت الكتل الحجرية الناتجة عن أعمال التنقيب السابقة لصنع تلال تبدو طبيعية فوق القباب، وتم وضع حوالي 330000 متر مكعب من الحجر فوق القباب.
انتهى العمل في نقل معابد أبو سمبل في 22 سبتمبر 1968 بحفل افتتاح كبير. وكلف المشروع بأكمله حوالي 200 مليون كرونة سويدية لإكماله (حوالي 1.7 مليار كرونة سويدية بالقيمة النقدية الحالية). وتم وضع معابد أبو سمبل على قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 1979.
Loading...
Loading...
مرور 50 عام على اعجاز نقل معبدى أبو سمبل وانقاذ أثار النوبة من الغرق فى النيل بعد بناء السد العالى بواسطة معدات أطلس كوبكو
مرور 50 عام على اعجاز نقل معبدى أبو سمبل وانقاذ أثار النوبة من الغرق فى النيل بعد بناء السد العالى بواسطة معدات أطلس كوبكو
شاهد صور لم تراها من قبل!
شاهد صور لم تراها من قبل!